وجه مجلس الثانويات الجزائرية ”الكلا” انتقادات لاذعة
لبرنامج عمل الوزارة وجميع قراراتها المتعلقة بالمنظومة التربوية والارتقاء
بالقطاع، مؤكدا أن قلعة التربية في الجزائر تتهاوى يوما بعد يوم وهذا رغم
التحذيرات والنداءات التي تعالت منذ عدة سنوات. وفي بيان صادر عن مجلس
”الكلا” تم فيه قصف تصريحات الوزارة الوصية المتداولة دون أي تنفيذ وتجسيد
في الواقع ومنها، حق التلميذ في التمدرس والدفاع عن مصلحته، وتوفير تعليم
نوعي للجميع وخلق مدرسة عمومية ذات نوعية بالإضافة إلى تحسين الظروف
البيداغوجية، الاجتماعية والمهنية وتكوين المكونين، والتفاوض لأجل تسوية
النزاعات وحرية التعبير. واعتبر التنظيم النقابي في بيانه أن الوصية لا
تطبق ولو بصفة جزئية لجميع وعودها بل تسعى لحماية مهنة التعليم وتعمد لجعل
علاقة العمل بالعقود 20 بالمائة من تعداد العمال الذين هم متعاقدون،
متعاونون وما قبل التشغيل، كاشفا أنها تستغل المتعاقدين من دون إدماجهم رغم
الخبرة المكتسبة، ومن دون تسديد أجورهم في الوقت المناسب والذي قد يمتد
لسنوات وحرمانهم من منحة المردودية، في ظل سوء التسيير لقطاع التربية
الوطنية، وتنازل الوصية عن الهياكل التربوية للقطاعات الأخرى وحتى
العقارات، وتجميد التوظيف والسماح بالعنف والتسيب في الوسط المدرسي. وذهب
التنظيم إلى أبعد من ذلك بعد أن أكد أن العديد من المسؤولين يتلفون المرافق
التربوية ويعملون على ترقية المدارس الخاصة، ويقلصون من عدد الأفواج
التربوية للدفع إلى الاكتظاظ داخل الأقسام، ويشجعون الدروس الخصوصية، متهما
هؤلاء بأنهم يفضلون التعفن واليد الحديدية بدلا من التفاوض والوساطة،
ويعتبرون المربي شخصا بلا روح ولا دين بل حتى إرهابيا، ويهددون الأساتذة
بالفصل ويستعملون العدالة لإعلان عدم مشروعية الإضراب”. وأمام ذلك دعا
”الكلا” إلى إصلاح المنظومة التربوية والتي تمكن من تكوين جزائري الغد، مع
دعوة الضمائر الحية والمجتمع عامة للتحرك معا من أجل مدرسة عمومية مجانية
وذات نوعية للجميع وهذا من خلال وضع قانون خاص يليق بكرامة عمال القطاع
والذي يضمن لهم حياة كريمة، ورؤية واضحة لمسارهم المهني.