قدرة الإنسان على التعبير ضرورية جداً مهما كان عرق هذا الإنسان ومهما كان دينه أو أصله أو مهما كانت لغته أو مهما كانت طبقته، لأن التعبير هي المهارة التي يستطيع الإنسان من خلالها إيصال ما يدور في عقله وفكره من أفكار مختلفة ومتنوعة يحتاج إلى أن يوصلها إلى غيره من الناس. ويحتاج الإنسان الذي يريد أن يوصل فكرة معينة إلى الآخرين إلى أن تكون الأفكار الفرعية التي تقسم إليها فكرته الرئيسية جاهزة لديه ومرتبة بالترتيب المطلوب والأفضل لإيصال فكرته.
تعتبر اللغة الحاضنة والقالب الذي تصب الأفكار بناءً عليه، فالإنسان يفكر باستخدام لغته، ولا يفكر باستخدام وهي أيضاً من تستطيع أن تعبر عن الأفكار التي يحتويها عقل الإنسان، فالفكرة بالنهاية ستتبلور وفق المنظور اللغوي ووفق استطاعة اللغة ووفق مفردات اللغة المستخدمة في التعبير عن هذه الفكرة، ومن هنا فكلما كانت اللغة غنية بالمفردات أكثر كلما كان ذلك أفضل في تعبير الإنسان عن الأفكار التي تدور في عقله. ولا أظن أن هناك أفضل من لغتنا العربية للتعبير عن الأفكار، فاللغة العربية هي من أغنى لغات العالم في المفردات، فالشيء الواحد قد تجد له مئات الأسماء كل اسم من هذه الأسماء يصف هذا الشيء من زاوية معينة من زواياه.
تعبير الإنسان عن فكرة من أفكاره تدور في رأسه قد يكون شفهياً أو كتابة وثنتاهما هامتان، ويحتاج الإنسان إلى استخدام هاتين الطريقتين في العديد من المواقف. ولعل التركيز الآن سيكون على طريقة التعبير الكتابية، فحتى يكتب الإنسان موضوع تعبير باللغة العربية، عليه أولاً وقبل أي شيء أن يكون ملماً بقواعد وأساسيات هذه اللغة. وأن يكون عالماً بمفرداتها بما يتناسب مع طبيعة الموضوع الذي سيكتب عنه.
يجب أن يبدأ موضوع التعبير بمقدمة تمهد للموضوع الذي سيكتب فيه، وهذه المقدمة يجب أن تكون متناسبة مع حجم الموضوع كاملاً، وأن لا تحتل الجزء الأكبر من الموضوع، فالجزء الأكبر يتوجب أن يكون لعرض الموضوع وتفصيلاته، فعرض موضوع التعبير يجب أن يكون متناسقاً وأن يلاحظ فيه تناسق الأفكار، فلا يجب أن يكون موضوعاً فوضوياً – إن جاز التعبير -، وبعد أن ينتهي من كتابة العرض، يختم موضوعه بخاتمة، تلخّص الموضوع وتجمّله، وأيضاً يجب أن لا تأخذ الخاتمة مساحة كبيرة من الموضوع. يجب أن يراعى في موضوع التعبير قواعد اللغة كاملة، ويجب أن يكون هناك تنويع في المفردات فالتكرار ممل للقارئ ويتوجّب أن يعتني الكاتب بالصياغة فهي أساسية في إيصال الفكرة.
