تقبل العديد من النساء حول العالم الى العلاج باستخدام الهرمونات البديلة التي تخلط ما بين هرمونات الاستروجين والبروجستين progestin في مواجهة اعراض انقطاع الطمث، والذي وجدت له العديد من الدراسات بانه قد يرفع من خطر الاصابة بسرطان الثدي. وقد ظهرت دراسة حديثة مؤخرا بينت ان بعض المواد التي تحويها الخضراوات كما في الكرفس قد تكون ذات دور فعال وايجابي في التقليل من خطر هذا النوع من السرطان بشكل خاص ومواجهته!

في نتائج دراسة صدرت عن جامعة ميسوري "University of Missouri" في كولومبيا، ,وجد ان مادة تعرف باسم ليتيولين luteolin الموجودة بشكل طبيعي في الخضراوات وبعض النباتات العشبية يمكن ان تبطىء من تطور سرطان الثدي الناتج عن علاجات الهرمونات البديلة التي تستخدم مزيج من هرمون الاستروجين الطبيعي والبروجستيرن الصناعي.
ولقد اوضح البروفيسورسلمان حيدرSalman Hayder والذي اشرف على هذه الدراسة وهو برفسور متخصص في الاوعية الدموية السرطانية، وبروفيسور في علوم الطب الحيوي في كلية الطب البيطري ومركز ابحاث دالتون للقلب والاوعية الدموية "College of Veterinary Medicine and the Dalton Cardiovascular Research Center". بان الغالبية العظمى من النساء مع تقدم العمر يصبن باورام حميدة في انسجة الثدي، والتي لا تشكل خطرا الا في بعض الحالات المحفزة لذلك، كما في حالة وجود البروجستين progestin الذي ييعد محفز لتطور الاورام لتصبح خبيثة بكونه يساهم في تغذية الخلايا السرطانية ونموها.
وقد وجدت الدراسة بان هذه الخلايا السرطانية التي يتم تطويرها تتخذ نفس سمات الخلايا الجذعية وخصائصها مما يجعلها مستعصية ومن الصعب الحد من تطورها وقتلها.
الا انه وفي الحالة التي تم تعريض خلايا سرطان الثدي فيها مخبريا لتركيزات متفاوتة من مادة ليتيولين luteolin ولمدة تتراوح ما بين 24 الى 48 ساعة، ادى الى ضعف تطور الخلايا، والحد من تشكل الاوعية الدموية المغذية للخلايا، والحد من تطوير خصائص الخلايا الجذعية لها، مما ادى الى موت هذه الخلايا بحسب الوقت والجرعة التي تعرضت له هذه الخلايا.
ومن ثم تم تطبيق التجربة على الفئران المصابة بسرطان الثدي، فوجدت نفس النتائج السابقة التي ادت الى موت الخلايا السرطانية والحد من تطورها. وبهذا اعتبرت مادة ليتيولين luteolin ذات تاثير مضاد للاورام. والتي يمكن استغلالها بعدة طرق لانتاج ادوية او حقن خاصة بعلاج اصعب انواع سرطان الثدي او سرطانات اخرى اذا ما تم القيام بمزيد من الابحاث الناجحة بخصوص هذا الموضوع.
كما وشجعت الدراسة النساء على اعتماد نمط حياة صحي، يتضمن تناول نظام غذائي متوازن ومتنوع وعالي بالفواكه، والخضراوات الطازجة، و النباتات الورقية الخضراء كما في الزعتر والبقدونس والكرفس والبروكلي والتي تعتبر مصدر لمادة ليتيولين luteolin.
وهذه الدراسة لم تكن الاولى من نوعها بالطبع حول اهمية وجود بعض المواد الفعالة والنشطة بالخضراوات بشكل خاص. واثبات دورها القوي في مواجهة الاورام ، ففي دراسة ضخمة تم اجراؤها من قبل كلية الصحة العامة بجامعة هارفرد على 6600 فتاة، وامتدت لعدة سنوات ومنذ عام 1996 وحتى عام 2010 ، خلصت بنتائجها الى ان تناول كمية كبيرة من الخضراوات الغنية بالكاروتين بشكل خاص ومنذ الطفولة ، ساعد في حمايتهن من سرطان الثدي عند الكبر بنسبة عالية.
لماذا الخضراوات بالذات في دراسات السرطان؟
تعتبر الخضراوات مصدر غني بالعناصر الغذائية المهمة لتقوية المناعة بشكل خاص وحماية الخلايا، فهي تحوي مضادات الاكسدة القوية والفيتامينات، مثل:فيتامين C، وفيتامين K، وفيتامين E، والكاروتينات (لوتين، زياكسانثين، بيتا كاروتين)، بالاضافة الى كمية متنوعة من المعادن، مثل: البوتاسيوم، والحديد، وحمض الفوليك. وهي مصدر عالي للالياف الغذائية.
وبحسب المعهد الوطني للسرطان National Cancer Institute فان الخضار من عائلة الصلبيات مثلا كالزهرة والبروكلي، تحتوي مجموعة من المواد التي تدعى الجلاكوسينولات glucosinolates، وهي عبارة عن مواد تتضمن الكبريت، وهي المسؤولة عن رائحة هذه الخضراوات ومذاقها. وعند تكسر روابط هذه المواد في الجسم بعد عمليات طبخ الطعام ومضغه وهضمه يتم الحصول منها على منتجات نشطة بيولوجيا، ولها اثار مضادة للسرطانات بحسب مات اظهرته الابحاث، مثل: اندولات indoles، النيتريلات nitriles، والثيوسينات thiocyanates، وايزوثيوسيانيتسisothiocyanates.
والخلاصة التي خرجت بها عدة دراسات متباينة ركزت بشكل خاص على الفئران والتجارب المخبرية وبعض منها عىل البشر، حول ماهية المواد النشطة والفعالة في الخضراوات ودورها المضاد للاورام يعود الى عدة اسباب:
- كونها ذات تاثيرات مضادة للالتهابات.
- تلعب دور في الحث على قتل الخلايا السرطانية.
- تعطيل عمل المواد المسرطنة.
- تعمل على حماية الحمض النووي من التلف.
- ذات تاثير مضاد للميكروبات.
- تمنع تشكيل الاوعية الدموية المغذية للخلايا السرطانية.
- تمنع هجرة الخلايا السرطانية.