أنهى غالبية الأساتذة المصححين عملية التصحيح الأول والثاني والثالث لأوراق البكالوريا، فيما ينتظر أن يلتحق الباقون اليوم وفق مصادر مطلعة التي نقلت لنا أن أغلب النقاط المسجلة في التصحيح، تراوحت بين المتوسطة وتحت المتوسط لأغلب المواد.. وحسب مصادرنا، فإن الممتحنين في البكالوريا إما في الدورة الأولى أو الثانية، لم يستطيعوا تحقيق نتائج خيالية، ما يجعل نسبة النجاج هذه السنة في حدود المتوسط أي الخميسين بالمائة، بالنظر أن العلامات حسب الأساتذة المصححين في كل المواد ليست جيدة، وهو ما أكدته رئيس الفدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية.
وحسب ذات المصدر فإن الأساتذة وعبر مختلف المراكز الموزعة في الوطن سجلت أن التلاميذ المسجلين في شعبة الرياضيات علاماتهم جيدة مقارنة بالعلميين، التي كانت غالبية نقاطهم دون الوسط، خاصة مع تعثر تلاميذ شعبة هذه الأخيرة في الفيزياء ومادة الرياضيات. ونقل الأساتذة المصححين أنه على العموم فنقاط مادة الفيزياء كانت دون المتوسط، والتاريخ والجغرافيا والفلسفة متوسطة عند العلميين، في حين أن مادة الفلسفة عند شعبة الأدبيين فكانت دون الوسط والعلميين متوسط، ونفس المشكل كان مع مواد اللغات أين كانت نقاط التلاميذ ضعيفة على العموم، خاصة بالنسبة لشعبة الآداب واللغات أين تعثر تلاميذ هذه الشعبة في الفرنسية والانجليزية.
وعن أسباب النقاط غير الجيدة المسجلة في دورة 2016، أكدت رئيسة الفدرالية الوطنية لقطاع التربية مريم معروف أن طبيعة الأسئلة خاصة عند العلميين حسب التلاميذ النجباء كانت صعبة وطويلة خاصة الفيزياء والعلوم والرياضيات، أما الأدبيين فدائما علاماتهم غير جيدة بالنظر أنهم لا يبدعون، هذا وفيما تعلق بشعبة الرياضيات فكانوا أحسن حظا هذه السنة، علما أن هذه الفئة دائما مجتهدة، قبل أن تؤكد أن تلاميذ شعبة اقتصاد وتسيير علاماتهم كانت مقبولة. يجدر الإشارة وتزامنا مع الظروف الاستثناية القاسية التي تم فيها اجتياز البكالوريا الجزئية دعا نشر بعض الأساتذة الحراس نداء إلى الأساتذة المصححين، بعدم اعتماد الصرامة في عملية التصحيح وهذا حسبهم ”بعد ما لاحظنا خلال حراستنا لهم في الامتحان الجزئي، لقد غاب عنهم التركيز وأنهكهم التعب لأسباب الكل يعرفها ولا ذنب لهم فيها فهم أبرياء”.
وأضاف النداء ”على كل الأساتذة المصححين خلال مناقشة التصحيح الوزاري، التخلي عن التشديد في تقييم أجوبة أبنائنا التلاميذ وأن نراعي الظروف التي تم ذكرها سابقا، خالصة أن بعض الأسئلة تقبل عدة تأويلات خاصة الموضوع الأول وعليه يجب أخذ بعين الاعتبار كل الأجوبة المحتملة من قبل التلاميذ، كما يجب أن نكون جديين في الصحيح وقراءة بتمعن وبدقة أجوبة أبنائنا التلاميذ فهذه أمانة سنحاسب عليها”.
في المقابل عرفت عملية تصحيح أوراق البكالوريا عدة مشاكل في عدة مراكز، حيث تم تسجيل غيابات بالجملة وهذا بحجة التعب الذي أنهكهم، وهو ما أظهرته شكوى رفعت إلى وزيرة التربية مؤخرا جاء فيها ”تم استدعاء الأساتذة لتصحيح البكالوريا غير المسربة من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الثالثة مساءا، وتم استدعائهم للحراسة في البكالوريا الجزئية بالرغم أن الديوان تم إعفاء الأساتذة المصححين”.
وتسائلت الشكوى ”كيف للأستاذ أن تكون له مردودية وطاقة إن لم يسترح؟ وكيف للأساتذة أن يصححوا وأن يحرسوا وأن يصححوا مرة ثانية دون توقف؟، مع العلم أننا في رمضان لم نسترح طوال هذه الفترة”.