الوسائل التعليمية
1- مقدمة:
عرفت الوسائل التعليمية تطورات هائلة،نتيجة التقدم
التكنولوجي الكبير الذي عرفه العالم، فقد مرت بتسميات مختلفة، إلى أن أصبحت
تعرف اليوم بتكنولوجيا التعليم، و هذا المفهوم أعم و أشمل من مصطلح
الوسائل التعليمية، حيث لم يعد فقط هو مجموع الأجهزة و الأدوات المساعدة و
المسهلة لتحقيق التعلمات،بل أصبح علما قائما بذاته، و هو علم توظيف
المستحدثات و النظريات العلمية لتطوير و الرقي بمردودية التعليم و التعلم.
و لعل أهم التسميات التي عرفتها الوسائل التعليمة تاريخيا هي:
الوسائل البصرية ، الوسائل السمعية ، الوسائل
السمعية-البصرية، الوسائل التعليمية، وسائل الإيضاح ، الوسائل المعينة ،
المعينات الديداكتيكية، الدعامات الديداكتيكية، الوسائط التعليمية،
تكنولوجيا التعليم.
2- تعريف الوسيلة التعليمية.
التعريف الأول
هي أجهزة و أدوات ومواد يستخدمها المدرس لتحسين عملية التعليم والتعلم.
التعريف الثاني:
هي كل وسيلة تساعد المتعلم على الفهم و الاستيعاب و الإدراك.
التعريف الثالث
( المعتمد في كتيب التوجيهات التربوية لمادة الفيزياء و الكيمياء)
المعينات الديداكتيكية هي جميع الوسائط التي تستخدم في
الأنشطة التعلمية لتسهيل اكتساب المفاهيم و المعارف و المهارات و خلق
المناخ الملائم لتنمية المواقف و الاتجاهات، فهي تساعد المتعلم على التحقق
من الافتراضات المقدمة.
3 - تعريف تكنولوجيا التعليم ( التسمية الحديثة للوسائل التعليمية):
تكنولوجيا التعليم هو علم توظيف النظريات والمستحدثات العلمية لتحقيق أهداف التعليم بفاعلية و بطريقة أسهل وأسرع وأقل تكلفة.
فتكنولوجيا التعليم تشمل بالإضافة إلى الأدوات و المواد و الأجهزة ، الطرق و البرامج و الخدمات الموظفة في المجال التربوي.
و هناك من يرى أن تكنولوجيا التعليم عملية مركبة، تشمل
الأفراد والإجراءات والأفكار والأدوات، والتنظيم من أجل تحليل المشكلات،
وتنفيذ وتقويم الحلول المتعلقة بالتعليم.
4- التطور التاريخي للمفهوم(1) .
4-1- التعليم المرئي.
يرجع استخدام الوسائل التعليمية إلى القدماء المصريين، لأنهم أول من فطنوا إلى أهمية استخدام الوسائل التعليمية في تعليم النشء الصغير الكتابة والحساب، حيث كانوا يستخدموا في ذلك قطع من الحجارة والحصى ، وكذلك كانوا يستخدموا النقش على المعابد والأحجار لتعليم الكتابة، فكانوا يطلقون عليها وسائل معينة على الإدراك لأنها تساعد الطفل على إدراك الأشياء التي يتعلمها.
ونظراً لاعتقاد المربين بأن التعليم يعتمد أكثر على حاسة
البصر وأن من 80 إلى 90% من خبرات الفرد في التعليم يحصل عليها عن طريق هذه
الحاسة، لذلك أطلق عليها الوسائل البصرية.
4-2- التعليم المرئي و المسموع.
رغم ظهور مصطلح الوسائل البصرية إلا أنه ظل قاصراً، لأن
التعليم في وجود هذا المصطلح يكون قاصراً على حاسة البصر فقط، في حين أن
المكفوفين يتعلمون عن طريق حاسة السمع، لذلك ظهر مصطلح الوسائل السمعية -
بصرية وهو يعتمد على حاستي السمع والبصر معاً في التعليم.
4-3- التعليم عن طريق جميع الحواس.
وبالرغم من معالجة القصور في مصطلح الوسائل البصرية،
وظهور مصطلح الوسائل السمعية - البصرية، إلا أن هذا المصطلح به قصور أيضاً
لأنه يقصر التعليم على حاستي السمع والبصر فقط، في حين أن الفرد يستخدم
جميع حواسه المختلفة في التعليم مثل حاسة الشم واللمس والتذوق. لذلك ظهر
مصطلح الوسائل التعليمية وهو أكثر شمولاً ولا يعتمد على حاسة واحدة بل على
جميع الحواس المختلفة للفرد.
4-4- معينات التعلم/وسائل الإيضاح.
بعد ذلك، أصبحت الوسائل التعليمية تعتبر كمعينات للتدريس
أو معينات للتعليم، فسميت وسائل الإيضاح نظراً لأن المدرسين قد استعانوا
بها في تدريسهم، ولكن بدرجات متفاوتة كل حسب مفهومه لهذه المعينات وأهميتها
له، وبعضهم لم يستخدمها، وقد يعاب على هذه التسميات بأنها تقصر وظائف هذه
الوسائل على حدود ضيقة للغاية.
4-5- الوسائط التعليمية.
كانت الوسائل التعليمية تعتبر وسيط بين المعلم (المرسل)
والمتعلم (المستقبل) أو أنها القناة أو القنوات التي يتم بها نقل الرسالة
(المعرفة التعليمية) من المرسل إلى المستقبل. ولذلك فإن هذه الوسائل متعددة
ويتوقف اختيارها على عوامل كثيرة منها الأهداف التعليمية وطبيعتها و
الكفايات المراد تنميتها، وخصائص المتعلمين.
4-6- تكنولوجيا التعليم.
وفي هذه المرحلة بدأ النظر إلى الوسائل التعليمية في ظل
أسلوب المنظومات أي أنها جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة في العملية
التعليمية، حيث بدأ الاهتمام ليس بالمواد التعليمية أو الأجهزة التعليمية
فقط ولكن كذلك بالإستراتيجية و الطريقة التعليمية.
هذه المنظومة توضح كيفية استخدام الوسائل التعليمية
لتحقيق التعلمات ، آخذاً في الاعتبار معايير اختيار الوسائل وكيفية
استخدامها. أو بمعنى آخر يقوم المدرس باتباع أسلوب الأنظمة فتكون الوسائل
التعليمية عنصراً من عناصر نظام شامل لتحقيق أهداف الدرس وحل المشكلات.
5- الوسائل التعليمية المعتمدة في تدريس الفيزياء و الكيمياء.
من أبرز الوسائل التعليمية التي يعتمد عليها تدريس مادة الفيزياء والكيمياء نجد ما يلي:
-المعدات التجريبية: الأجهزة، المجسمات، المواد الكيميائية...
-الوسائل السمعية – البصرية: أشرطة وثائقية، تجارب مصورة...
الوسائل البصرية: السبورة، المسلاط العاكس، الصور،الشفافات، الشرائح
-الوسائل السمعية: تسجيلات صوتية.
-النصوص العلمية: تطور نموذج الذرة تاريخيا، تقنيات استخراج الأنواع الكيميائية...
-الكتاب المدرسي.
-تكنولوجيا المعلومات و الاتصال: مقاطع فيديو رقمية، صور، برانم تعليمية،برانم مكتبية، محاكات، تمارين تفاعلية، فلاشات،مدونات، مواقع ،منتديات، تراسل إلكتروني...
6-دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم
-إثراء التعلمات : من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة و جذابة، تثير اهتمام التلميذ و تولد لديه قابلية الإقبال على التعلم
-اقتصاد الجهد و الوقت
- تحاشي السقوط في اللفظية: (و اللفظية تعني استعمال المدرس ألفاظا لا يؤولها التلميذ بنفس المعنى الذي يقصده المدرس)،و الوسيلة التعليمية تقرب معاني الألفاظ في ذهن كل من المدرس و التلميذ.
-تقريب الظاهرة أو المفهوم من المتعلم
-إكساب التلميذ مجموعة من المهارات المرتبطة باستعمال الوسيلة التعليمية المستعملة: كالمهارات التجريبية
-تساعد على جعل التلميذ هو المنتج لتعلماته، خاصة عندما يتفاعل مع الوسيلة التفاعلية بتلقائية و حب استطلاع
-تنمي الكفايات المهنية للمدرس، حيث تساعده الوسائل التعليمية على الرفع من جودة أدائه المهني
-تعزز التواصل الدائم بين التلاميذ فيما بينهم من جهة و بين المدرس و تلامذته من جهة أخرى (خدمات الإنترنت)
-تساعد الوسائل التعليمية على تنويع أساليب التعليم و التعلم لمواجهة الفروق الفردية بين التلاميذ.
7- تصنيف الوسائل التعليمية.
عرفت الوسائل التعلينية تصنيفات متعددة حسب الغرض من استعماله نجد من بين هذه التصنيفات ما يلي:
7-1-تصنيف الوسائل التعليمية على أساس الحواس:
أ ـ وسائط سمعية: كالمحاضرةالمسجلة، والتسجيلات الصوتية، والإذاعةالمدرسية.
ب ـ وسائط بصرية: كالرسوم، والصور، والمجسمات، والخرائط، والشرائح، والأفلام المتحركة غير الناطقة.
ج ـ وسائط سمعية بصرية: كالأفلام المتحركة الناطقة، والسينما، والتليفزيون، والتمثيليات.
7-2- تصنيف على أساس طبيعتة تفاعل المتعلم مع الوسيلة.
و يعتبر هذا التصنيف من أشهر التصنيفات المعتمدة في الحقل التربوي، نظرا لكونه يصنفهاعلى أساس الخبرة التعليمية التي يمر بها التلميذ في عملية التعلم.
في عام 1967 صنف الباحث الأمريكي Edgar Dale الوسائل التعليمية على أساس مخروط للخبرة قاعدته تعلم مباشر وقمته تعلم عن طريق الرموز والكلمات.
(Edgar DALE 1900-1985)
والشكل التالي يوضح مخروط Dale للوسائل:
بالنظر إلى مخروط الخبرة، نجد أن Dale يصنف الوسائل التعليمية إلى ثلاثة أصناف رئيسية:
أ- الوسائل المحسوسة و هي
التي يكون فيها المتعلم في تفاعل مباشر مع الوسيلة التعليمية الواقعية و
الحقيقية و يستعمل معظم حواسه، فهو يشارك فيها بالأداء و العمل و هي
كالتالي:
- الممارسة الواقعية: حيث يتفاعل المتعلم مباشرة مع الواقع، كما هو الحال عندما ينجز بنفسه التجارب المخبرية المجسدة للواقع.
- الممارسة المعدلة للواقع: و ذلك حين يتفاعل المتعلم مع
وسائل تعدل الواقع كالنماذج الجزيئية التي تعطي صورة مكبرة عن الواقع و
كذلك الحال بالنسبة لمجسمات البنية البلورية للمركبات الأيونية، و نفس
الشيء بالنسبة لمجسم المجموعة الشمسية الذي يجسد صورة مصغرة عن الواقع...
- الخبرات الممثلة: يتعذر علينا أحيانا ممارسة الواقع المرتبط مثلا بالأحداث التاريخية، ومن ثم نعمل على استحداثها بشيء من التبسيط والتعديل لتخدم أهدافاً تعليمية، حيث يقوم التلاميذ بإعادة تمثيل هذه الأحداث، و تكتسي هذه الخبرات الدرامية أهمية تربوية، حيث أننا نقوم بالتركيز على التفصيلات والأحداث التي لها علاقة مباشرة بأهداف التعلم.
ب- الوسائل شبه المحسوسة، حيث يستعمل التلميذ أساسا حاستي السمع و البصر ، و نجد منها ما يلي:
- العروض العملية: وهى أداء الأفكار والعمليات والمهارات
أمام المتعلم،الذي يتفاعل فيها بالاستماع والمشاهدة، كما هو الحال عندما
ينجز المدرس تجربة مخبرية أمام المتعلمين.
-الدراسات الميدانية:وهى الرحلات والزيارات خارج مدرسية.
- المعارض و المتاحف.
- التلفزيون المدرسي.
- الأشرطة و الأفلام، فمنها ما يصور الواقع كتصوير ظاهرة معينة، أو تجربة مخبرية، و منها ما يحاكي الظاهرة المدروسة.
- الصور الثابثة: وهى تمثل الواقع، لكن بدون حركة، وهى تضم الصور الفوتوغرافية والشرائح الثابتة، والرسوم الفنية وغيرها، ويتفاعل فيها المتعلم بالمشاهدة.
- التسجيلات الصوتية: و تشمل الإذاعة المدرسية، و بعض التسجيلات الصوتية،و ويتفاعل فيها المتعلم بحاسة السـمع فقط أي بالاستماع.
ج- الوسائل المجردة:
- الرموز البصـرية: وتشمل الرسـومات و التبيانات السـبورية واللوحات والرسـوم التخطيطية والخرائط، وهى تحتوى على رموز لها دلالة معينة، بالتالي فالمتعلم يتفاعل معها ويستقبل منها عن طريق معرفة الرموز التي تتضمنها.
- الرمـوز اللفظـــية: هي قمة المخروط، وهى تعبيرات لفظية رمزية ، يتفاعل فيها المتعلم مع الرموز و المعاني، فالرمز اللفظي مرتبط بفكره أو شيء بغرض الدلالة والإشـارة. و غالبا ما يطغى عليها الطابع التجريدي غير الملموس من قبل المتعلم، ومن أمثلتها الألفاظ والمفاهيم العلمية و الفلسفية.
فنجد أن دور المتعلم في الجزء الأعلى من المخروط هو
الاستماع للمعلم وتسمى مرحلة الاستماع وفي الجزء الأوسط يكون دوره المشاهدة
للصور الثابتة والأفلام والتليفزيون وتسمى مرحلة المشاهدة وبينما في الجزء
الأسفل يمارس ويشارك ويستخدم. وتسمى مرحلة الممارسة.
و تكون نسبة أداء و مشاركة التلميذ كبيرة و مهمة في قاعدة
المخروط لتقل تدريجيا إلى أن تكون شبه منعدمة عند قمته، بينما يقل تدخل
المدرس كلما توجهنا من قمة المخروط إلى قاعدته.
7-3- تصنيفات أخرى:
-مخبرية - غير مخبرية
- لفظية - غير لفظية
-رقمية - غير رقمية
قديمة - حديثة
- تصنيف على أساس عدد المستفيذين: فردية - جماعية- جماهيرية...
8- أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية.
- أن تكون مناسبة للعمر الزمني والعقلي للتلميذ
- ينبغي أن يكون توظيف الوسيلة توظيفا بيداغوجياممنهجا
- يلمس المدرس القيمة المضافة التي سيضيفها استعمال الوسيلة لمردودية التعلمات بالإجابة عن هذا السؤال: ما هي الفائدة التربوية للوسيلة المستعملة ؟
- يجب تجريب الوسيلة قبل استخدامها مع التلاميذ و الإحاطة بجميع جوانب نجاح استعمالها
- ينبغي تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة : الإضاءة ، التهوية، توفير الأجهزة ، الاستخدام في الوقت المناسب للوسيلة
يجب التأكد من رؤية جميع المتعلمين للوسيلة
- يحرص المدرس على تقويم كل من الوسيلة و طريقة استخدامها من خلال تحليل النتائج المحصل عليها،و ذلك بهدف تطوير طريقة استخدام الوسيلة
-يجب حفظ الوسيلة بعد استعمالها: أي تخزينها في مكان مناسب يحافظ عليها لحين طلبها أو استخدامها في مرات قادمة.