التربية صيرورة تستهدف النمو والاكتمال التدريجيين لوظيفة أو مجموعة من
الوظائف عن طريق الممارسة، وتنتج هذه الصيرورة إما عن الفعل الممارس من طرف
الأخر ، وإما عن الفعل الذي يمارسه الشخص على ذاته . وتفيد التربية بمعنى
أكثر تحليلا : سلسلة من العمليات يدرب من خلالها الراشدون الصغار من نفس
نوعهم ويسهلون لديهم نمو بعض الاتجاهات والعوائد ..
كما نجد أن التربية عند Legendre هي بمثابة عملية تنمية متكاملة ودينامية ،
تستهدف مجموع إمكانات الفرد البشري الوجدانية والأخلاقية والعقلية
والروحية والجسدية .
أما Leangفيعتبرها نشاط قصدي يهدف إلى تسهيل نمو الشخص الإنساني وإدماجه في الحياة والمجتمع .
والتربية بالنسبة ل leif هي عبارة عن استعمال وسائل خاصة لتكوين
وتنمية الطفل أو مراهق جسديا ووجدانيا وعقليا واجتماعيا وأخلاقيا من خلال
استغلال إمكاناته وتوجيهها وتقويمها .
أما بياجي Piaget فيقول: أن نربي معناه تكييف الطفل مع الوسط
الاجتماعي للراشد،أي تحويل المكونات النفسية و البيولوجية للفرد وفق مجمل
الحقائق المشتركة التي يعطيها الوعي الجمعي قيمة ما .
وعليه ، فإن العلاقة بالتربية يحكمها معطيان :
الفرد وهو صيرورة النمو من جهة ،
والقيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية التي على المربي إيصالها لهذا الفرد، من جهة أخرى .
وبالنسبة لبياجي ، لايمكن أن نفهم التربية (وخصوصا الجديدة ) من حيث طرقها
وتطبيقاتها إلا إذا اعتنينا بالتحليل الدقيق لمبادئها ، وفحص صلاحيتها
السيكولوجية من خلال أربع نقط على الأقل :
- مدلول الطفولة ،
- بنية فكر الطفل ،
- قوانين النمو ،
- وآلية الحياة الاجتماعية للطفولة