تمكن الجيش النظامي السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أمس، من السيطرة بشكل كامل على بلدة الحاضر الاستراتيجية، أبرز معاقل فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي في شمالي البلاد، فيما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 100 من الجنود النظاميين والمسلحين على الأقل، خلال معركة القوات النظامية لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري بريف حلب، في حين هدد تنظيم «داعش» بشن هجمات في روسيا قريباً جداً.
وقال مصدر عسكري سوري «سيطر الجيش السوري وحلفاؤه بشكل كامل على بلدة الحاضر» التي كانت تحت سيطرة فصائل مسلحة وتبعد نحو 10 كيلومترات عن طريق حلب دمشق الدولي. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري السيطرة على البلدة «وتكبيد المسلحين خسائر جسيمة». وأكد المرصد السوري من جهته سيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله على «أجزاء كبيرة من البلدة»، مشيراً إلى أن «معارك عنيفة مستمرة بين الفصائل المسلحة وأبرزها «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا) من جهة، وقوات النظام وحلفائها من جهة أخرى داخل البلدة». وتزامنت الاشتباكات بحسب المرصد مع «تنفيذ الطائرات الحربية الروسية والسورية ضربات جوية استهدفت مواقع مقاتلي الفصائل و«النصرة»»، لافتاً إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين من دون تحديد حصيلة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الحاضر «تعد المعقل الأبرز للفصائل المسلحة في ريف حلب الجنوبي»، موضحاً أن «سيطرة قوات النظام على البلدة تجعلها قريبة من طريق دمشق حلب الدولي» الذي تسيطر الفصائل على أجزاء كبيرة منه منذ عام 2012. وأحصى المرصد أمس، مقتل «ستين مقاتلاً من تنظيم «داعش»، مقابل مقتل عشرين مقاتلاً على الأقل من قوات النظام السوري و13 مقاتلاً إيرانياً وثمانية من حزب الله اللبناني» في معركة فك الحصار عن المطار. وقال عبدالرحمن «يعمل النظام في الوقت الراهن على توسيع سيطرته على المطار وإبعاد التنظيم عن محيطه تمهيداً لاستخدامه كقاعدة في عملياته الجوية المقبلة في شمالي البلاد». وتشهد الجبهة الغربية والجنوبية الشرقية لمطار كويرس وفق عبدالرحمن، «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم «داعش» الذي يتركز وجوده بشكل أساسي في الريف الشرقي لحلب، لا سيما في مدن الباب ومنبج ودير حافر». وتعتبر قوات النظام أن السيطرة على المطار تشكل تحولاً في مسار العمليات العسكرية في محافظة حلب. وبحسب مصدر عسكري سوري، فإن «مطار كويرس ليس قاعدة جوية فحسب، بل قاعدة عسكرية متكاملة، والسيطرة عليه ستوفر للقوات الروسية والسورية نقطة متقدمة للانطلاق منها في عمليات أخرى».في غضون ذلك، ذكر موقع «سايت» الذي يتابع المتشددين على الإنترنت أمس، إن تنظيم «داعش» بث تسجيل فيديو هدد فيه بشن هجمات في روسيا «قريباً جداً». وأضاف أن مركز الإعلام التابع للتنظيم المتشدد بث فيديو باللغة الروسية يتضمن هتافات «قريباً.. قريباً جداً.. ستسيل الدماء أنهاراً». (وكالات)