-->
20442089948863209543254490835361871223293246504253253244222450902125210054252300302210331037257509080002542285855724524240052333309025131555
آخر الأخبار
recent
معنى استقلالية المتعلم

معنى استقلالية المتعلم

معنى استقلالية المتعلم

المتعلم فرد في مجتمع له خصائصه الشخصية، وذاتيته المتفردة عن أقرانه داخل السياق التعلمي وخارجه ومحاولة طمس خصائص هذه الشخصية وإنكار ذاتية المتعلم في الوقت التعليمي، هو في حد ذاته كف للقدرات والطاقات الكامنة في نفس المتعلم، والتي يمكن استخدامها بشكل أو بآخر لتدعيم وتفعيل عمليات تعلمه.
ومن ثم نجد التربيه الحديثه تنظر للمتعلم علي أنه شريك في العمليه التعليمية وليس مجرد متلق سلبي تفرض عليه الانشطه التعليميه فرضا من قبل المعلم أو من قبل واضعي المناهج. وكون المتعلمين شركاء في العملية التعليمية يعني أنهم يؤثرون في وضع الأهداف و اختيار المحتوي ويتحملون جزءا كبيرا من مسؤولية تعلمهم ومن جهة المعلم فهو يقوم بدور المسهل الذي يوفر الظروف الملائمة للتعلم بالتعاون مع المتعلم نفسه ولا ينفرد كما هو الشأن في الممارسات التقليديه فارضا سلطته المطلقه ومتنكرا لحاجات واحتياجات المتعلمين. 
ولا تعني استقلالية المتعلم بالطبع، إعطاء الحرية غير الموجهة للمتعلم ليتخذ قرارا بشأن تعلمه، ولكنها تعني الاستفادة من قدراته الذاتية لتحمل مسؤولية تعلمه في إطار من التوجيه المستمر الذي يجعل المتعلم يتحرك في إطار الهدف المرسوم من تعلمه. وتعرف استقلالية المتعلم بأنها "بناء قدرة المتعلم علي المشاركه في تحمل مسؤولية تعلمه، من حيث القدره علي اتخاذ القرار وتفعيله". 
ويمكن تعريف المتعلم المستقل بشكل اجرائي علي أنه ذاك المتعلم الذي يملك الكفاية لأن: 
¨ يحدد أهداف تعلمه، 
¨ يختار وينظم المحتوي الذي يمكن من خلاله تحقيق الأهداف، 
¨ يختار استراتيجيات التعلم التي تناسب المحتوي وتساعد على تحقيق الأهداف،
¨ يرصد ويراقب تعلمه والإنجاز الذي يمكنه تحقيقه،
¨ يقوم تعلمه ومدى نجاح استراتيجياته في تحقيق أهدافه. 
وعلى أية حال فإننا يمكن لنا استخلاص التعريف التالي لاستقلالية المتعلم "فهي تعني قدرات الفرد الخاصة وميوله التي تؤهله لتحمل مسؤوليات تعلمه بكفاءة، بحيث تتيح له التحكم في الأساليب والاستراتيجيات التي تساعده على إنجاز المهام التعليمية، والتي تساعده أيضا في فهم طبيعة تعلمه والسيطرة عليها".


ما لا تعنيه استقلالية المتعلم
و الاستقلالية ليست مرادفا للتعلم الذاتي، فهي لا تقتصر على التعلم بمعزل ومنأى عن المعلم كما في التعلم الذاتي، فللمعلم دور هام في تنمية استقلالية المتعلم، كما أن استقلالية المتعلم لا تعني تنازل المعلم عن أدواره ومسؤولياته داخل حجرات الدراسة وإنما يسعى بالأحرى للسماح للمتعلم بأن يتشارك معه في مسؤولية تعلمه واتخاذ القرارات المرتبطة به. 
والاستقلالية لا تنحصر في تنظيم عملية التعلم وإنما تنطوي استقلالية المتعلم على قدرته على الاستقلال والاعتماد على الذات في اتخاذ القرارات المرتبطة بالتعلم والتأمل الناقد والقدرة على تنفيذ هذه القرارات ذاتيا.



1- جوانب استقلالية المتعلم:
نستطيع أن ندرك من خلال التعريفات السابقة أن هناك جوانب عدة لاستقلال المتعلم نوجزها فيما يلي:-
أ- استقلال المتعلم في تحديد حاجاته وأهدافه.
من أولى بوادر طاقات المتعلم التي تتيح له فهم طبيعة تعلمه، وتحمل مسئوليته تجاهه، هو المشاركة في تحديد حاجاته التعليمية، وأهداف تعلمه بدقة، وفهم طبيعة هذه الأهداف والحاجات وأساليب تلبيتها وتحقيقها.
ب- استقلال المتعلم في اختيار مواد التعلم:
إن من مبادئ تحمل المتعلم لمسؤولية تعلمه هو اختياره لمواد التعلم المناسبة له، ومن هنا لابد وأن تصمم مواقف التعلم على تعدد البدائل المناسبة للقدرات المختلفة للطلاب، حتى يكون هناك مجال أمام المتعلم في اختيار المواد التي تناسب قدراته وطاقاته والتي تساعده على استقلاله في عمليات تعلمه.
جـ- الاستقلال في اختيار الاستراتيجيات
للمتعلم الحق في تبني الاستراتيجيات التي تناسبه للتعلم، وعلينا أن نصمم المواقف التعليمية التي تدربه على استخدام هذه الاستراتيجيات والأساليب بفاعلية وكفاءة في مواقف التعلم، ليتخذ المتعلم بشأنها قرارا وفق ميوله وقدراته.
د- الاستقلال في اختيار وقت التعلم
حالات المتعلم مختلفة من وقت لآخر، والمتعلم أدرى بالوقت الذي تنطلق فيه قدراته لأداء مهامه التعليمية، ومن هنا فإن جوانب التعلم يجب أن نفسح الطريق للمتعلم لتحديد الوقت ومقداره اللازم لأداء مهامه التعليمية، كما يجب أن ندربه على اختيار الأوقات المناسبة لمهامه التعليمية.
هـ- الاستقلال في التعامل مع مصادر التعلم
ما من شك بأن التعلم الذي يبنى على المصدر الواحد تعلم لا ينتج للفرد حرية الحركة، وحرية اختيار ما يناسبه، فتحقيق استقلالية المتعلم يتطلب تعدد مصادر التعلم، واعتماد المتعلم على انتفاء ما يناسبه منها وفق قدراته وميوله.


2- خصائص استقلالية المتعلم:
أ- الاستقلال هدف مثالي:
الاستقلال التام فكرة مثالية في مواقف الحياة المختلفة وهو هدف يمكن تحقيقه عن طريق فهم التنمية الفردية لذاتية الفرد الشخصية، فهي يجب أن تتضمن استقلاله بأدواره في المواقف الثقافية والسياسية والاجتماعية؛ لكونه عضوا في هذا المجتمع.
ب- استقلال المتعلم ليس أمرا بسيطا
إذ استقلال المتعلم ليس بالأمر البسيط، فهو يتطلب وضع المتعلم في مواقف تتيح له الفرصة على تحمل مسئولياته عن تعلمه، وتحكم المتعلم ليس هو الشرط الوحيد في تحقيق هذه الاستقلالية، بل يتطلب الأمر مهارات خاصة لمهارات الدراسة والمهارات الوراء معرفية، كما يتطلب استخدام استراتيجيات معرفية معينة.
جـ- الاستقلالية عمل منظم وموجه
فلا تعني استقلالية المتعلم أن تتركه يعمل بدون تأكيدات لتنظيم تعلمه، بل لا بد وأن ندفعه للاستفادة من الخبرات التي تساعده على النمو، وعلى اتساع قدراته وفهمه الواسع لطبيعة تعلمه وتنمية كفاياته.
د- الاستقلالية متدرجة
استقلالية المتعلم وتنميتها تعني تنمية قدرة المتعلم ليأخذ أفضل وضع لتحمل مسؤولية تعلمه عما قبل، و على هذا يمكن وضع الاستقلالية على مدرج من الكمال والنقص بحسب ما يعطى للمتعلم من مسئوليات، وما يتوافر لديه من فهم حول طبيعة تعلمه.
هـ- الاستقلالية متغيرة
وجود الاستقلالية بدرجة من القوة لدى فرد يتغير بتغير الموقف التعليمي، فقد يعتمد الفرد المتعلم على نفسه في يوم ما اعتمادا كاملا، ولكنه قد يظهر في يوم آخر شيئا من الاعتماد على معلمه تجاه مهمة تعليمية أخرى.
كما أن الاستقلال تتغير درجته ويتفاوت بتفاوت المجتمعات وخصائصها.


3- المتطلبات الأساسية لتحقيق استقلالية المتعلم
هناك عدد من المتطلبات الضرورية اللازمة لتحقيق استقلالية المتعلم من أهمها:
أ- الوعي المستمر بعمليات التعليم:
تنمية الاستقلالية تتطلب وعيا مستمرا بعمليات التعلم، فعلى سبيل المثال: الوعي الدائم بالانطباعات الذاتية عن التعلم، والوعي بأساليب اتخاذ القرار وتفعيلها في المواقف التعليمية.
ب- الاستفادة من مختلف العوامل المؤثرة في التعليم.
تتطلب عملية تنمية الاستقلالية استفادة المتعلم من مختلف العوامل التي تؤثر في تعلمه، كالاتجاهات والدافعية، والمعتقدات عن التعلم، والثقافة، والسياق الاجتماعي السياسي.
جـ- التعرف على الأساليب والاستعدادات 
إن دفعك للمتعلم لتحقيق الاستقلال، يجب أن يبنى في ضوء فهمك لاستعدادات طلابك؛ وأساليبهم المعرفية، وغيرها من الجوانب النفسية، التي يجب أن تدرس بعناية قبل اتخاذ قرار بشأن اتباع استراتيجية للتدريب على الاستقلال.
د- التعرف على رؤى المجتمع وفهم طبيعته:
إن المساحة التي تعطيها المجتمعات للاستقلال، والتعبير عن الحرية تختلف من مجتمع لآخر، ومن ثم فإن التعرف على فلسفة المجتمع ورؤيته أمر ضروري، ليتم من خلاله العمل على توجيه عمل المتعلم ليتحقق من خلاله الاستقلال المرجو في ضوء طبيعة وفلسفة مجتمعه.


4- بعض الممارسات التدريسية التي تدعم استقلال المتعلم
هناك عددا من الممارسات التدريسية التي تؤكد وتدعم استقلال المتعلم منها:
- تقديم الأدوات التي تساعد على جعل المتعلم مستقلا في تعلمه، مثل تقديم الأهداف التعليمية، وكيف يعيد هو بنفسه بناءها مرة أخرى، ليحدث التوافق بين أهدافه الخاصة والأهداف التي تقدم له من قبل المعلم، ولتتوافق أهداف التعلم مع احتياجاته الخاصة المتنوعة، كما يجب تدريبه على استراتيجيات التعلم، حتى يستطيع أن يشترك بفاعلية في عملية تعلمه، فالمتعلم الفاعل هو المتعلم النشيط في عمليات تعلمه، إن هذا الإجراء وتلك الممارسة التدريسية من شأنها أن تقدم للمتعلم صورة عن الأسباب الحقيقية للتعلم، أو بمعنى أبسط لماذا يتعلم؟ كما تقدم له الطرق والوسائل التي تساعده على التعلم، أو بمعنى آخر كيف يتعلم؟
- لابد وأن نصمم ممارساتنا التدريسية وأنشطتها على أن المتعلم هو معلم يحل محلنا داخل الفصل الدراسي، بحيث يعي أبعاد عملية التعلم وينخرط فيها بدافعية مناسبة.
- بين الحين والآخر لابد وأن نقدم للمتعلم نماذج ناجحة لاستقلال المتعلمين، بحيث تشكل أمامه قدوة يحتذى بها أثناء مروره بعمليات التعلم.
- مساعدة المتعلم على تنظيم عمليات تعلمه بمختلف الطرق وتقدم له اقتراحات بممارسات تساعده على ذلك، كالانخراط في العمل مع فريق، أو التوجه للدراسة الذاتية الفردية...إلخ.
- الحرص على تقديم معلومات للمتعلم توضح له كيف يتم التعلم بشكل أفضل، ويجب المشاركة مع المتعلم حول المعارف التي تشرح وتوضح لهم مضمون التعلم.
- تنمية الإحساس لدى المتعلمين بعمليات ما وراء المعرفة، بحيث تجعلهم واعين بعمليات تعلمهم، وكيف تتم هذه العملية بدقة.
- إعطاء المتعلم فرصا متنوعة ليدير عمليات تعلمه، وتدريبه على التحكم فيها بشكل جيد، يدفعه نحو تحقيق الأهداف بنفسه، ويحقق له الإشباع والتمتع من عملية التعلم.
- خلق أبواب للألفة بين المتعلم ومطالب التعلم، عن طريق شرح الأمور الغامضة، وتقريب الخبرات غير المألوفة للخبرات المألوفة، والتأكيد على عناصر التشويق والإثارة في مضمون التعلم.


مداخل تنمية استقلالية المتعلم
تعددت المداخل التي يمكن من خلالها تحقيق استقلالية المتعلم، ولكن يمكن التعرف علي ست مداخل رئيسية 



المداخل المتمركزة حول المتعلم
تركز هذه المداخل بشكل مباشر على إحداث تغيرات سلوكية و نفسية في المتعلمين والتي بدورهاتساعد المتعلم على أن يتحمل مسؤولية تعلمه. ومن هذه المداخل مدخل المدخل القائم على استراتيجيات التعلم و مدخل تدريب المتعلمين.
و الهدف الرئيسي لكل هذه المداخل المتمركزة حول المتعلم هو مساعدة المتعلم لكي يصبح متعلما أفضل من خلال إمداده بالمعارف، والمهارات والاستراتيجيات التي تساعده على تحقيق ذلك. 
المدخل القائم على استراتيجيات التعلم
أحد أهم أهداف المدخل القائم على استراتيجيات التعلم هو وضع المتعلم على بادئة الطريق نحو اكتشاف ذاته و معالم شخصيته بما فيها من نقاط ضعف وقوه. كما تهدف إلى تنمية استقلالية المتعلم عن المعلم واعتماده على ذاته. بمعنى آخر يهدف هذا المدخل إلى زيادة مشاركة المتعلم في تحمل مسؤوليات تعلمه من خلال إمداده بفرص تشجيع مهارات التفكير التأملي وتزويده بمجموعه من استراتيجيات التعلم التي تساعده على تحقيق ذلك. وتنقسم هذه الاستراتيجيات إلى استراتيجيات مباشره واستراتيجيات غير مباشره. الاستراتيجيات المعرفيه

الاستراتيجيات التعويضيه

الاستراتيجيات الاجتماعية 

الاستراتيجيات الوجدانيه
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ المتميز التربوي 2016