الحمد لله رب العالمين و الصّلاة و السّلام على خاتم الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
هذا هو الدّرس الأول من دورة مهارات القراءة.
- قبل البدء في قراءة الدرس أرجو التأكد من إجراء اختبار التهيئة ..
مقدمة :
ما المقصود بالقراءة: أبسط تعريفاتها:
هي عملية فكرية تحول الرموز الحرفية إلى نصوص مفهومة.
هل هذا يكفي؟ هل توقف التعريف هنا ؟
لا, بل تغير هذا المفهوم نتيجة للبحوث التربوية وصارت القراءة عملية فكرية عقلية ترمى إلى الفهم أي ترجمة الرموز المقروءة إلى مدلولاتها من الأفكار .
تم تطور هذا المفهوم بأن أضيف إليه عنصر آخر هو تفاعل القارئ مع الشيء المقروء تفاعلا يجعله يرضى أو يسخط أو يعجب أو يشتاق أو يسر أو يحزن (إذن من لا يتفاعل مع نص فهو لم يقرأه حقيقة)
وأخيرا انتقل مفهوم القراءة إلى استخدام ما يفهمه القارئ في المواجهة المشكلات والانتفاع بها في الموافق الحيوية (إذن من لا يستفيد من كتاب قرأه فهو لم يقرأه حقيقة)
وبالتالي يمكن أن نقول إن تعريف القراءة بمعناها المتطور:
إدارك الرموز المكتوبة والنطق بها ثم استيعابها وترجمتها إلى أفكار وفهم المادة المقروءة ثم التفاعل مع المقروء وأخيرا الاستجابة لما تمليه هذه الرموز ..
أهميتها:
لن نطيل التوقف هنا؛ لأننا على اتفاق أنها أمر إلهي, ودعوة نبوية لطلب العلم و نشره -و آلته القراءة-,
صنّفها "ماسلو" ضمن هرم الاحتياجات الإنسانية الأساسية؛ لذا رأى من الخطأ أن نقول إنها هواية ؛ فالهواية عند شخص ليست بالضرورة مفيدة لشخص آخر, والقراءة ليست كذلك فهي احتياج كما التنفس, أو الغذاء , أو الأمان ..
الاختلاف بين الأشخاص يجب أن يكون في أين توضع في السلم , و لن يحب الإنسان القراءة إلا حين يعرف أنها حاجة أساسية من احتياجاته , وليضعها في أي مستوى من مستويات هرم الاحتياجات ..
حسب طموحه و وفق آماله.. فهناك من يضعها مع الأوليات كحاجته للطعام والنوم , وهناك من يضعها أمانا ومأوى كحاجته للمرفأ الآمن, وهناك من يعشقها ويجعلها حاجة عاطفية كحاجته للحب والحنان, وهناك من يرى القراءة وسيلة للتقدير ومعرفة خبرات الناس ووضعها في مكانها والحكم عليها, وهناك من يجد القراءة وسيلة أساسية لتحقيق الذات وتطوير الإمكانات ..
لكنها تظل في كل هذا على سلم الاحتياجات الأساسية:
لماذا نقرأ:
إجابات كثيرة, منها :
نقرأ .. لنتعلم
نقرأ .. لنحيا بطريقة أخرى
نقرأ .. لنخمد بعض النيران أو نشعل بعض الأضواء
نقرأ.. لنُجيب جيدا , و لنسأل جيدا!
نقرأ.. لنقدّر قيمة ما فعلناه أو لنجرؤ على فعل ما نود تحقيقه
نقرأ.. لنتشارك في أسرارنا مع من لن يرفضنا أو يذيع استشارتنا
نقرأ.. لنستوضح معالم الطريق, أو نخفف معاناة الرفيق!
نقرأ.. لنلتقي بالمؤثرين أحياء أو أمواتا..
نقرأ .. لأنه أمر .. أول أمر تنزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أنواع القراءة :
نوعان فقط : صامتة , و جهرية ..
وتتنوع القراءت تحت هذين الفرعين فالسريعة مثلا فرع من الصامتة, و الإلقائية أو التذوقية –مثل قراءة الشعر- فرع من الجهرية.
القراءة الصامتة :
وهي بالعينين ليس فيها صوت ولا همس ولاتحريك للشفتين وتستخدم في جميع مراحل التعليم بنسب متفاوتة
( لها مهاراتها التي يفتقدها الكثير من الطلاب مما يؤدي إلى إخفاقهم حتى في المواد العلمية )
مزايا القراءة الصامتة:
1- إنها الطريقة الطبيعية لكسب المعرفة وتحقيق المتعة والتي ينتهي إليها القارئ بعد المدرسة في تحصيل معارفه
2- طريقة اقتصادية في التحصيل لأنها أسرع من الجهرية
3- تشغل جميع التلاميذ وتتيح لهم شدة الانتباه وحصر الذهن في المقروء وفهمه بدقة
4 - مريحة لما يكتنفها من صمت وهدوء
5 - تعود الطالب الاستقلال والاعتماد على النفس
6 - أيسر من القراءة الجهرية لأنها محررة من إثقال النطق ومن مراعاة الشكل والإعراب وتمثيل المعنى
وسائل التدريب على القراءة الصامتة : (مفيدة للوالد أو المعلم عند ترغيب الطفل أو الطالب في القراءة)
- المقدمة المشوقة , طرح أسئلة تستثير الاهتمام لقراءة النص أو الكتاب . يمكن بالتشويق تحفيز الطفل على القراءة وترغيبه في الاطلاع, مقدمة قصة مشوقة نقول له اعرف البقية من القصة أو عد إلى الكتاب ...
- المناقشة المكثفة في المقروء تجعل القراءة الصامتة –التالية- أكثر تركيزا و أعمق فهما لأنه على ثقة أنه سيُسأل عن تفاصيل كثيرة .
- رسم خريطة ذهنية على هامش الكتاب أو القصة لتحديد أفكار ومحاور النص أثناء القراءة .
- القراءة في مكان مريح ومتجدد ..
القراءة الجهرية :
وهي قراءة تشتمل على ما تتطلبه القراءة الصامتة من تعرف بواسطة البصر على الرموز الكتابية وإدراك عقلي لمعانيها وتزيد عليها التعبير بواسطة جهاز النطق عن هذه المعاني والنطق بها بصوت جهري وبذلك فهي أصعب من القراءة الصامتة
مزايا القراءة الجهرية:
1- هي وسيلة لإجادة النطق والإلقاء وتمثيل المعنى
2- وهي وسيلة للكشف عن أخطاء في النطق فيتسنى علاجها
3 - تساعد على إدراك مواطن الجمال والذوق الفني "خاصة الشعر الذي يأتي جميلا و هو منشد بصوت مسموع"
4 - تساعد على الشجاعة وتزيل صفة الخجل والوجل والتلجلج وتبعث الثقة في النفس.
5 - تسر القارئ والسامع معا فيشعر كل منهما باللذة والاستمتاع
6 - تعد القارئ للمواقف الخطابية ومواجهة الجماهير