إن أية مهنة لا يمكن أن تتقنها وتبرع فيها ما لم تكن ملما بأصولها ومبادئها، وللتدريس (الذي هو عملية التعليم والتعلم) أصول وقواعد ومهارات، منها ما يخص المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب التعلم ووسائله، فإلمامك بالطريقة التي يتم بها التعلم، وما هي الأشياء التي تؤثر فيه سلباً أو إيجاباً، يساعدك في اختيار المهارة الصحيحة في التدريس والتي تناسبك وتناسب طلابك ومادتك. ونحن هنا نذكر باختصار أهم مهارات التدريس التي من الممكن تطبيقها:
أولاً: مهارة التهيئة الذهنية: وهي تهيئة أذهان الطلاب لتقبل الدرس بالإثارة والتشويق، حيث يقوم المعلم بجذب انتباه الطلاب نحو الدرس عن طريق عرض الوسائل التعليمية المشوقة، أو طرح أمثلة من البيئة المحيطة بالتلاميذ.
ثانياً: مهارة تنويع المثيرات: وهي عدم الثبات على شيء واحد من شأنه أن يساعد على التفكير وإثارة الحماس، حيث إن تنويع المثيرات مهارة مهمة في إيصال المعلومة، واستخدام المعلم في كل لحظة من لحظات الدرس مهارة، هو بمثابة زيادة في الفهم لدى الطلاب، مع الحفاظ على اهتمام الطلاب في موضوع التعلم، ويتحقق ذلك عن طريق تنويع المثيرات الآتية:
الإيماءات: ويقصد بها إيماءات الرأس وحركة اليدين وتعبيرات الجسم بالموافقة أو العكس.
التحرك في غرفة الصف.
استخدام تعبيرات لفظية.
الصمت: ويقصد به الصمت الذي يتخلل عرض المعلم لموضوع معين.
تنويع الحواس.
ومن الممارسات التي تبعث على الملل الصوت الرتيب والوقوف الثابت في الصف.
ثالثاً: مهارة استخدام الوسائل التعليمية: فعند عرض الوسيلة التعليمية أمام الطلاب، يجب أن يدرك المعلم الغاية من هذه الوسيلة، ومدى ملاءمتها لمستوى الطلاب وكيفية استخدامها، ويجب على المعلم كذلك أن يدفع الطلاب لاكتشاف تدريجي لأهداف الدرس من خلال هذه الوسيلة، كما أن التربية الحديثة تهتم بالجانب الحسي عند الطلاب لأنه من خلاله يبقى أثر التعلم مدة أطول.
رابعاً: إثارة الدافعية للتعلم: ويقصد بها إثارة رغبة التلاميذ في التعلم وتحفيزهم عليه، ومن فوائد هذه المهارة:
تجعل الطلاب يقبلون على التعلم.
تقلل من مشاعر مللهم وإحباطهم.
تزيد من مشاعر حماسهم واندماجهم في مواقف التعلم.
ومن استراتيجيات إثارة دافعية الطلاب للتعلم ما يأتي:
التنويع في استراتيجيات التدريس.
ربط الموضوعات بواقع حياة التلاميذ.
إثارة الأسئلة التي تتطلب التفكير مع تعزيز إجابات الطلاب.
ربط أهداف الدرس بالحاجات الذهنية والنفسية والاجتماعية للطالب.
التنويع بالمثيرات.
مشاركة الطلاب في التخطيط لعملهم التعليمي.
استغلال الحاجات الأساسية عند الطالب ومساعدته على تحقيق ذاته.
تزويد الطلاب بنتائج أعمالهم فور الانتهاء منها.
إعداد الدروس وتحضيرها وتخطيطها بشكل مناسب.
الشعور بمشاعر الطلاب ومشاركتهم بانفعالاتهم ومشكلاتهم ومساعدتهم في معالجتها وتدريبهم على استيعابها.
خامساً: مهارة وضوح الشرح والتفسير: وهي امتلاك المدرس قدرات لغوية وعقلية يتمكن بها من توصيل شرحه للطلاب بيسر وسهولة، ويتضمن ذلك استخدام عبارات متنوعة ومناسبة لقدرات الطلاب العقلية.
سادساً: مهارات التعـزيز: ومفهوم التعزيز هو وصف مكافأة تعطى لفرد استجابة لمتطلبات معينة، أو هو كل ما يقوي الاستجابة ويزيد تكرارها، أو هو تقوية التعلم المصحوب بنتائج مرضية وإضعاف التعلم المصحوب بشعور غير سار.
وتختلف أنواع التعزيز باختلاف الأشخاص، علماً بأن المعلم يعتمد على الله ثم على خبرته في معرفة طلابه وصلاحية طرائق التعزيز الآتية والتي يستخدمها معهم:
التعزيز الإيجابي (اللفظي) كـ (أحسنت، نعم أكمل، جيد) للإجابة الصحيحة.
التعزيز الإيجابي (غير اللفظي) كـ (الابتسامة، الإيماءات، الإشارة باليد أو الإصبع..).
التعزيز الإيجابي (الجزئي) بتعزيز الأجزاء المقبولة من إجابة الطالب.
التعزيز المتأخر (المؤجل) كأن يقول المعلم لطالب: هل تذكر قبل قليل قلت لنا.. يجيب...
التعزيز السلبي: إيقاف العقاب إذا أدى الطالب السلوك المرغوب فيه بشكل ملائم.
أما الطلاب الخجولون والذين لا يشاركون في المناقشات الصفية إلا نادراً، فبإمكان المعلم تعزيزهم وحل هذه المشكلة تدريجياً من خلال دمجهم في الأنشطة الصفية. ومثال ذلك تكليفهم بالإجابة على سؤال سهل نوعاً ما، أو رسم ابتسامة أو هزّ الرأس من المعلم إذا لاحظ أحد هؤلاء الطلاب الخجولين يصغي إليه أو ينتبه على ما يدور حوله في الصف.
سابعاً: مهارات الأسئلة واستقبال المعلم لأسئلة الطلاب: حيث تعدّ الأسئلة الصفية الأداة التي يتواصل بها الطلاب والمعلمون، وهي وسيط المناقشة بين الطلاب أنفسهم، والطلاب والمعلم، كما أن مشاركة الطلاب وتفاعلهم في الصف يتوقف على نوعية الأسئلة وحسن صياغتها.
وأيضا يعتبر التفاعل بين المعلم وطلابه مهم للغاية، وذلك من خلال استقبال المعلم لأسئلة طلابه بطريقة مهذبة ومشجعة، باستخدام عبارات التعزيز مثل "أحسنت" أو "بارك الله فيك"، لأن التشجيع يزيد من دافعية التعلم، وعندما يجيب الطالب إجابة خاطئة فلا يزجره المعلم ويحرجه أمام طلابه، وإنما يوضح له الإجابة ويعطيه الدافع للإجابة مرة أخرى.